معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى في القدس

18-04-2014

معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى في القدس

بني هذا المبنى في الفتره ما بين نهايه القرن التاسع عشر وبدايه القرن العشرين وتملكه السيده زليخه الشهابي . وقد حصل على المبنى بعض التغييرات  الداخليه غير الملائمة لقيمته التراثية.، كان اهمها في الطابق الثاني بحيث انه تم استخدامه من قبل فندق الزهراء في الفتره ما بين 1967-1990 وما تبعه ذلك من اعمال تمت على المبنى ليتم تطويعه ليستخدم كمرفق تابع للفندق  و ترك مهملا لعدة سنوات.

قام المعهد الوطني للموسيقى (ادوارد سعيد) بشراء جزء من العقار ليتم استخدام العقار كاملا كمركز للمعهد في القدس. وبعد ان تم التقدم بطلب الى مؤسسه التعاون - برنامج اعمار البلده القديمه في القدس لترميم المبنى ، تم المباشره باعداد التصاميم اللازمه للمشروع وكذلك الساحه المحيطه به والتي روعي بها اهميه المبنى وموقعه في قلب مدينه القدس وكذلك وظيفته المقترحه كمعهد لتعليم الموسيقى واهميه وجود عزل للصوت في غرف المبنى ومرافقه مع المحافظه على الاصاله الخاصه به وعناصره المعماريه الاصيله .

وقد تم تقسيم العمل في المبنى الى ثلاث مراحل كما يلي:

    • المرحلة الاولى ( تمويل صندوق النقد العربي تحت اداره البنك الاسلامي للتنميه بقيمه  408,690.00 $) ،  شملت اعمال الترميم والتأهيل للبمنى الرئيسي وتطويعه ، وقد تم التركيز على توفير عزل الصوت في الارضيات و الجدران و الاسقف ، وكذلك تم ازاله معظم الاضافات التي تم اضافتها اثناء عمليات التدخل السابقه ، وتم ترميم معظم الاسقف الخشبيه بالطرق التقليديه وصيانتها، وعزل معظم اسطح الكرميد بعد الحفاظ على قطع الكرميد القديمه واعاده استخدامها مره اخرى في الاسطح ، وتعويض الناقص والتالف منها بقطع اخرى من نفس نوع ولون القطع القائمه .
      • المرحلة الثانية (تمويل صندوق النقد العربي بقيمه  365،000.00 $) ، شملت الجزء الشرقي الملاصق للمبنى القديم (الملحق ) والذي بنى بفتره لاحقه للمبنى القديم ،  ويتكون في محتواه من طابقين .وقد اخذ بعين الاعتبار في التصميم واعمال الترميم ان  تتوفر كذلك خاصيه العزل الصوتي للغرف وكذلك تم تعديل الادراج الخارجيه للملحق لتوفر الامن والسلامه لمستخدميها وتدعيم الاسقف وايجاد حلول انشائيه لها ، وتم تركيب معظم اعمال الكهرباء والميكانيك التي تم تأسيسها في المرحله الاولى وشملت تركيب كاميرات المراقبه والسرقه وانظمه الحريق وتركيب اللوحات الكهربائيه وانظمه التلفونات المقسم ونظام المناداه ونظام شبكات الكمبيوتر .
      • المرحلة الثالثة (تمويل صندوق النقد العربي بقيمه  260،000.00 $) ، وتشمل تأهيل الساحه الاماميه والخلفيه ،ليتم استخدامها  لنشاطات المعهد الخارجية من قبل مستخدمي وزوار المعهد الوطني للموسيقى ، وكذلك لتلبي فعاليات وانشطه المعهد ، وتوفير مواقف للسيارات واحواض نباتات ومناطق خضراء ومناطق مبلطه وروعي بان يكون التصميم ملائم للاشخاص ذوي الاعاقه الحركيه  وسيتم الانتهاء من هذه المرحله في نهايه عام 2012 م.  وبلغت القيمة الاجمالية للمشروع 1،033،369.00$ تم خلالها توفير 7000 يوم عمل.

      وصف الوضع القائم الذي كان عليه المعهد قبل الانتقال إلى المبنى الجديد :  

      قبل الانتقال إلى المقر الحالي العريق مبنى شهابي صيف 2012 والبدء باستخدامه ، تنقل معهد ادوارد سعيد للموسيقى –فرع القدس- عبر ثلاثة مباني، وبالرغم من توفير الغرف الدراسية اللازمة لتعليم الطلبة إلا أن المباني السابقه لم تكن مهيأة فيزيائيا لتعليم الموسيقى من حيث التصميم، تقسيم الغرف والعوازل الصوتية ، والتجهيزات.

      وبالتالي وكون المباني السابقة في القدس غير مجهزة لتلائم معهد موسيقي بمواصفات مناسبة، بدوره وضمن رؤيته المستقبلية لإنشاء معاهد موسيقية متخصصة وكون مبنى القدس يحوي الإدارة العامة التي تتابع شؤون الفروع الأربعة الأخرى، ونظراً لخصوصية المدينة الرازحة تحت الاحتلال ، فقد كان الاتفاق على الانتقال الى مبنى دائم مجهز يتوسط المدينة، ، و تم اختيار مبنى قديم  بني أوائل القرن العشرين، وترجع ملكيته الأخيرة  للراحلة زليخة الشهابي والتي كانت ناشطة شهيرة في مجال حقوق المرأة الفلسطينية.

       

      وصف المبنى ووظيفه المعهد بعد الانتقال إلى المقر الجديد من قبل اداره وموظفي وطلاب المعهد : 

      بالنسبة لعزل الصوت فقد تم ترميم المبنى بحيث تم عزل الجدران، والابواب والشبابيك مع إضافة ألواح عزل صوتية عالية في جميع الغرف بحيث تأخذ كل غرفة خصوصيتها ، حيث اصبح  تعليم الموسيقى مريحا بحيث لايتسرب  الصوت بين الصفوف كما كان سابقا  ، وتم التغلب على مشكله صدى الصوت بفعل طبيعة المبنى عالية الأسقف مقارنة بالأبنية الحديثة، عدا عن كونه متميزاً لكونه قديم الطراز ذو جمالية مفقودة في مبانينا اليوم. وفيما يتعلق بعدد  الموظفين ، فيستوعب المعهد ثلاثين موظفاً بين أساتذة وإداريين، حيث تم تخصيص غرفة لكل أستاذ، وتخصيص قاعة كبيرة تحوي مكاتب جماعية للموظفين الإداريين.

      أما فيما يتعلق بالأنشطة والفعاليات فإن وجود قاعتين كبيرتين في الطابق الأرضي والأول بالإضافة إلى الباحة الخارجية متنوعة الأرضيات والتي تنتصفها بحرة "بركة ماء صغيرة" .  جميعها ستمكن المعهد من تنظيم حفلات داخلية وخارجية أمام جمهور يتراوح بين 50-300 شخص، إضافة إلى مساحة للجلوس والاسترخاء تحت ظلال أشجار الكينيا شاهقة الارتفاع.

      أما عن راي المستخدمين للمعهد في الترميم فقد اجابوا : " لقد رمم المبنى بشكل يحافظ فيه على أصالة المبنى وفي الوقت نفسه يلائم متطلبات صفوف تعلم الموسيقى، من حيث خصوصية الغرف الواسعة، والنوافذ الكبيرة والعوازل الصوتية الكافية، ويكفي المعهد فخراً خدمته للقدس ثقافيا من خلال مبنى عريق حافظ المعهد من خلال توظيفة كـ "معهد موسيقى" على بقائه عربيا فلسطينياً."

      أما الطالبه ياسمينة حسيني والتي تتلقى دروس الموسيقى في المبنى الذي تم ترميمه فقد قالت : "أكثر ما لفت نظري في المبنى، شكل البناء ونوافذه الكبيرة الملونة في جزئها العلوي، والدرج قديم الطراز، والجسر المتوسط للمبنى، ما يوحي بأنه قلعة أو قصر قديم". وأضافت بسبب عدم وجود مكيت كما المبنى السابق، فقد أصبح المكان أكثر إشراقا ونظافة، كما أن الإطلالة من النافذة جميلة،  ولا وجود للصدى، عدا أن المكان واسع ومريح وله باحة حين تصبح جاهزة، ستكون مكاناً جميلاً للجلوس فيه."

      أما ما قالته الاستاذه مايا الخالدي ، استاذة نظريات وجوقة: "المكان ملهم لي كأستاذة موسيقى، فيكفيني أنني أعلّم في قلب القدس، وسط الناس، وضجة الدكاكين، وحركة السيارات، وصوت أجراس الكنائس وآذان الجوامع"." وبالنسبة لطلابي فكثيراً ما أراهم يحدقون في السقف المقبب يتأملونه ثم يسألونني عن أصل هذا الفن المعماري، باختصار، من يتعلم ويعلّم هنا هو أمام متعة بصرية تضفي على الداخل للمكان إحساسا كبيراً بالتاريخ".

      وعند سؤالهم عن الاستفادة التي تم تحقيقها بعد الانتقال إلى المقر الجديد وخططهم المستقبليه للحفاظ عليه ، اجابوا : "مقارنة بالمقر السابق من مبنى غير متجانس وغير جميل الشكل فيزيائيا إلى مبنى عريق وواسع وذو طابع عمراني تاريخي بهي. من مبنى غير مجهز بلوازم العوازل الصوتية إلى مبنى كامل التجهيزات. من مبنى لا يملك الإطلالة والموقع البهي، إلى موقع وإطلالة مميزان. من مبنى بلا باحة أمامية إلى مبنى بباحة واسعة تحتضن أشجار الكينيا التي يزيد عمرها عن 100 عام. بالتأكيد اصبحت الاجواء ملائمة اكثر للطلبة من حيث تداخل الاصوات مابين الغرف نتيجة العوازل. واصبح هناك امكانية لوجود مكتبية موسيقية متخصصة. وكذلك اصبح الاستعمال كل ايام الاسبوع وكل ساعات اليوم بعد ان كانت ساعات الدوام بعد الظهر فقط."

      وفيما يتعلق بمحافظتهم على المبنى، قالوا "ان المبنى سيحافظ على أصالته ولن يتم تغيير ملامحه أبدا بهدف التوسعة أو الإضافات الأخرى وطاقته الاستيعابية تتلاءم مع معدل إقبال طلبة القدس على التعليم."

       

      تأثير المبنى على المحيط بعد عملية الترميم

      لا ينكر احد أن المبنى قد زاد شارع الزهراء جمالا، فهو ينتصف الشارع كالقلعة الشامخة وسط مبان تجارية غير ملفتة للأنظار، كما أن باحته متنوعة الأرضيات تعد سابقة من حيث  الواجهات الأمامية لمباني القدس، ولا ننكر جمال شجر الكينيا شاهق الارتفاع وانسجامه مع عراقة المكان.